سعت مؤسسات التنمية والدول المانحة على مر عشرات السنين إلى تقديم مساعدات التنمية للدول الأخرى في أنحاء العالم، فقد تم إنفاق مبالغ طائلة على مدار السنين على الخبراء والمستشارين من خارج الدولة الذي يسعون بشكل منتظم إلى استيراد هذه النماذج و "الحلول" التي يألفونها والتي تمثل في الغالب نماذج أبعد ما تكون عن الكمال في بلدان هؤلاء المستشارين، وتكون عديمة الجدوى في معظم الأحيان في الدولة التي تستقدمها وذلك نظراً لأنها لا تضع بعين الاعتبار الواقع السياسي والاقتصادي والتاريخي والقانوني والاجتماعي والثقافي لهذا البلد.
و بدلاً من ذلك، يختلف برنامج المؤسسة اختلفاً جذرياً عن محاولات استيراد "الحلول" عديمة الجدوى، إذ تسعى المؤسسة إلى التركيز على النقل الكامل لقاعدة المعرفة إلى أهم المحترفين وصانعي القرار في بلد ما، إلى جانب كافة الوسائل اللازمة لضمان إمكانية تطبيق قاعدة المعرفة المذكورة والالتزام بذلك.
يتضمن برنامج المؤسسة بالإضافة إلى ترسانة المعرفة والأدوات التنفيذية، برامج تعليمية عامة وواسعة تضمن بأن جهود التنمية لا تنفذ على أيدي القدرات المحلية على أساس المعرفة فحسب، بل إلى عامة المواطنين كذلك بإمكانهم خوض التجربة والمشاركة والاستفادة من هذه المبادرات التي تعد حيوية لتنمية الدولة. ولعل هذا يسمح للدولة بتحديد أهدافها الإصلحية الخاصة وتطبيق مبادراتها بناءً على مصالحها وطموحاتها القومية .